الرئيسية

الشيخ محمد علي دبوز

مكتبة الصفاء

جمعية الصفاء

مواعيد علمية

ملاحظات واقتراحات

تعريف مفصل للشيخ
قبل أن يتدرج في حلقة معهد الحياة لمزاولة دراسته الثانوية، انكبّ على حفظ القرآن حتى استظهره وعمره ثلاث عشرة سنة.
وفي ربيع الأول1353هـ/ يونيو1934م دخل حلقة معهد الحياة وأصبح أحد تلاميذه، فتتلمذ على يد الشيخ بيوض، والشيخ عدون وابن الناصر الحاج محمد بن حمو وكانت الدروس التي يتلقونها: في التفسير والحديث وشرحه وأصول الفقه وأصول الدين والأدب العربي والنحو والبلاغة والأخلاق والمطالعة.
درسوا أصول الفقه من مختصر العدل والإنصاف للشماخي،والحديث النبوي من مسند الربيع بن حبيب مع شرحه لأبي ستة والجامع الصحيح للبخاري ودرسوا شرحه فتح الباري لابن حجر العسقلاني الذي يقع في ثلاثة عشر، جزء وقد دام الشيخ بيوض في تدريس هذا الكتاب الجليل مدة أربعة عشر عاما،من سنة 1931م إلى سنة 1945م، وهوالمعتمد الأساسي عنده في الحديثوأقيم في مسجد القرارة حفل مشهود بمناسبة ختمه  أما الأدب العربي فمن كتاب الأمالي لأبي علي القالي بجزأيه، ويقول محمد علي دبوز؛ ( كان الشيخ بيوض يقول لنا: "إن غرضي الأسمى في تدريس الأدب والبلاغة والعلوم العربية الأخرى؛أن أكوّن عقولا تفهم بلاغة القرآن؛والسنة وأقلاما ينصر الله بها دينه ويصلح الله بها مجتمعه"[1].
ترك كتاب الأمالي آثارا عظيمة في معهد الحياة،وهو مدين له بالشيء الكثير، لقد رسخ أقدامه في ميدان الفصاحة والبلاغة.
بدأ الشيخ بيوض تدريس الأمالي في سنة 1934م وهي السنة التي التحق بها محمد علي دبوز بمعهد الحياة وختمه سنة 1945م، وظل في دراسته ثلاثة عشر عاما، ودرسوا في الأدب كذلك كتاب عصر المأمون للدكتور أحمد الرفاعي في ثلاث مجلدات.
ودرسوا البلاغة من كتاب" جواهر البلاغة "لأحمد هاشمي، في الطبقة الأولى والثانية ثم كتاب "دلائل الإعجاز" للإمام عبد القاهر الجرجاني،للطبقة الثانية العليا، وكذلك كتاب"أسرار البلاغة" للإمام الجرجاني كذلك، ترك هذان الكتابان أعظم الأثر في نفوس الطلبة سيما محمد علي دبوز[2]، ودرسوا علم الكلام من الكتاب"رسالة التوحيد" للشيخ محمد عبده.
وكانت صبيحة يوم الخميس مخصصة لدرس الأخلاقمن كتاب"عظة الناشئين"لمصطفىالغلاييني، وأيضا لمطالعة المقالات من أمهات الصحف والمجلات العربية.وكانت المجلة التي يراعيها الشيخ بيوض بعظيم اهتمامه بها،ويحببها إلى نفوس طلبته" مجلة الرسالة " للشيخ حسن الزيات ثم مجلة" الثقافة"، يقول محمد علي دبوز:"وقرأعلينا مقالات وقصائد من مجلة " الثقافة "وقصائد من مجلة " الرسالة " للزيات ومن المقالات "درس ينفع أبناء هذا الجيل" للدكتور زكي مبارك قرأه علينا بلهجته القوية وصوته العذب؛ ومزجه بروحهوعلق عليه، ما ألهب مشاعرنا وأرانا طريق النبوغ في العلم. أشهد أن هذا المقال قد أثر في نفسي أكثر من مئات المقالات والعشرات من الكتب التي قرأتها في ذلك العهد "[3]. ومن الكتب القيمة التي درسوها في الأدب"وحي القلم" لمصطفى صادق الرافعي في ثلاثة أجزاء، وقد ترك هذا الكتاب الأثر البليغ في نفس محمد علي دبوز وبصماته الجلية في أسلوبه، مما جعله يلهج دائما في كل حين بفضله وآثاره الحميدة.
ولم يتأثر محمد علي دبوز من مؤلفات الرافعي بـ "وحي القلم" بل بكل كتبه سيما كتاب "أوراق الورد" وكتاب "دلائل القرآن" و "رسائل الأحزان" وغيرها. وهناك جانب ثقافي مهم في نشاط معهد الحياة الثقافي تشحذ فيه نفوس التلاميذ وتصقل ألسنتهم وتبري أقلامهموتتبارى فيما بينها، إنه جمعية الشباب التي كان لها بليغ التكوين في التلاميذ وهي متنوعة بأنشطتها وأعمالها الأدبية أبرزها الخطابة والمناظرة، وبين أحضانها يتقن الطلبةهذين الفنين الأدبيين وغيرها من الفنون.
وكان لها مجلة "الشباب" تتسابق في حلبتها الأقلام تارة، وتتناطح تارة أخرى، في منهجية أدبية فذة، وقد تأثر التلاميذ بالمناظرات الكبرى التي وقعت بين أقطاب الأدب العربي، مثلما وقع بين الدكتور أحمد أمين والدكتور زكي مبارك، وبين مصطفى صادق الرافعي والدكتور طه حسين وكذلك عباس محمود العقاد، وقلدوهم فيما بينهم بشجاعة أدبية يحدها صفاء الطوية.
وكان محمد علي دبوز من أبرز كتاب مجلة الشباب، وكان هو وصديقه وزميله وأخوه الشيخ حمو بن عمر فخار -رحمه الله- فرسي رهان في المنافسة لتحرير أحسن مقال ينال الحظوة الأولى في مجلة الشباب[4] سيما في العدد الممتاز منها.
الأثر التربوي لشخصية الشيخ بيوض في تلاميذه:
لقد اعتنى الشيخ بيوض أشد العناية بالناحية التربوية والخلقية في التلاميذ، وكان أحسن وسيلة وأبلغها للتأثير فيهم أخلاقيا هي شخصيته القوية الفذة؛ التي يشعر التلميذ أنه يغشاه بها من كل نواحيه؛ ويؤثر فيه في كل جهاته، وكان لشدة صفائه وحسن طريقته؛ وعمله لله سبحانه وتعالى؛ وحبه لتلاميذه حبا دونه حب الوالدين البارين لوحيدهما، ولشخصيته الأدبية الظريفة ولحسن عشرته، وبالغ لطفه، وكان يحب تلاميذه حبا جما، فألفهم الحب الشديد إليه، وصار هو مثلهم الأعلى يعجبون بعمله وخلقه فنهجوا نهجه، وواظبوا على سيرته،فتعلموا منه صفاء الطوية وحسن العشرة والتضحية والعمل لله والاعتماد على النفس[5]وغيرها.
[1]نهضة الجزائر الحديثة  الجزء الثالث ص25.
[2]نهضة الجزائر الحديثة  الجزء الثالث ص43.
[3]نهضة الجزائر الحديثة  الجزء الثالث ص25.
[4]نهضة الجزائر الحديثة  الجزء الثالث ص43.
[5]نهضة الجزائر الحديثة  الجزء الثاني ص27.

العنوان

info@cheikhdabouz.com