هو محمد بن الحاج علي بن عيسى بن كاسي بن عيسى بن حمو بن داود بن أمحمد بن داود بن منصور بن إبراهيم دبوز، وداود الثاني هو الذي انتقل من جنوب المغرب الأقصى؛ ثم استقر حينا في جبل الأعمور جبال بني راشدثم انتقل منها إلى غرداية[1].
ومن أولاده الحاج داود؛والمعروف بالشيخ بالحاج داود، أحد مشائخ غرداية القدامى والذي له مقام يزار كل عام في مقبرة غرداية وتنسب له كرامات[2].
وأول من انتقل إلى بريان من أجداده هو حمو بن داودوهوالذي لقب بـ"دبوز"حينما كان في غرداية، ومازالت الغابة التي وقعت فيها الواقعة البطولية التي سمي من أجلها "دبوز"موجودة إلى اليوم،وتدعى "غابة الدبوز"وحموبن داود هو جده الرابع.
وكان كل أجداده من كبار أعيان بريان،وهم رؤساء عشيرتهم النشاشبة وأولاد يونس، وكانت الفلاحة هي مكسبهم، إلا أبوه الحاج علي فقد اشتغل بالتجارة في قسنطينة،وهو من أحد أفراد الثلة التي أسست الجمعية الخيرية سنة1927م، وقامت بفتح مدرستها العصريةوكان أمين مالها وعضوا فعالا فيهاإلى سنة 1380هـ/ 1961م حتى طلب الإعفاء منهالما أثقلت الشيخوخة كاهله وأذهبت بصره وأثقلت سمعه[3].
ولقد ساند الجمعية سيما في مراحلها الأولى التي كانت أصعب مراحلها؛بماله الخاص وتشهد له ذلك الوثائق الرسمية للجمعية ومحاضرها.
وكان مثالا للتضحية وخدمة الجماعة وعمارة المسجد وحب العلماءونال قسطه من تنكيل الاستعمار لكنه لم يبالي به.
وكان مؤمنا كل الإيمان بالحركة الإصلاحية،وهو من مناصري الشيخ بيوض وحركته، رزقه الله العديد من الأبناء قبل"محمد" ولكن لم يكتب لهم العيشودفعه حبه العظيم للعلم والعلماء أن ينذر نذرا إن رزقه الله إبناء ولدا أن يهبه للعلم والدين، وكان منه هذا النذر لما زار معهد الحاج عمر بن يحي المليكي في القرارة[4].
ولقد حقق الله أمنيته الغالية ورزقه ولدا ذكرا في سنة 1337هـ فبراير1919م أسماه محمدا تيمنا بالرسول محمد عليه السلام، وفرح به كل الفرحفدرج محمد وترعرع في حضن أبوين كريمين حريصين على تربيته تربية إسلامية قويمة تؤهله للوفاء بنذر أبيه، وكانت والدته هي السيدة عائشة بنت يحي دبوز، وكانت مثالا للجد والحزم والعمل الدؤوب، وقد ورث منها ابنها هاته الخصال الحميدة سيما الحزم، وكانت لا تعرف الكلل من العمل حتى في آخر عمرها إذ توفيت سنة 1973م.
واعتنى والده الحاج علي بتربيته تربية فاضلة إسلامية أصيلة وكان يأخذه معه إلى البستان ويكلفه بالعمل وهو مازال صغيرا، ويبين له أن كل أجداده وأفراد أسرته الكريمة ذووا تفان في العمل الجاد، وكان يقص عليه سيرة أجداده التي تبين صورا رائعة في البطولة والفداء والحزم والنشاط وحب العمل وخدمة الجماعة وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وكان الوالد الشيخ محمد علي دبوز- رحمه الله- هو بدوره يرويها لنا ويطلب منا أن نكون مثل أجدادنا في الجد والحزم والعمل.
وكان والداه يهتمان بتربيته التربية الدينية سيما العقائدية كل الاهتمام منذ نعومة أظافره. وكانا منذ الصغر يبينان له أن هذا حلال وذلك حرام وذاك حسن والآخر قبيح، ودائما قبل أن يستسلم للنومتلقنه والدته أصول العقيدة الإسلامية، وتتلو له وهو يردد وراءها«الله معي الله ناظري الله حافظي، احفظني من الأفعى،والعقرب، والسارق والطارق،... إلى آخرها. وياما كنا ونحن صغارا نرددها مع جدتنا كما كان يفعل والدنا، ونحن في فراش النوم - رحمهما الله وأسكنهما فسيح جنانه -.
[1]تاريخ عائلة البوز للشيخ محمد علي البوز مخطوط.
[2]مشايخ غرداية مخطوط.
[3]تاريخ عائلة البوز للشيخ محمد علي البوز مخطوط.
[4]كلمة الشيخ عبد الرحمن بكلي في تأبين الشيخ محمد علي دبوز.